الاثنين، 2 يناير 2012

(٥) تك تك..هناك زائر..!

لحظة...
ربما علي أن أتنحى وأترك لك المجال لأن تبدأي أنت هذه المرة..
لا لا..سأبدأ أنا..فأنا الأم..!
أيمكن أن أخفض صوتي وترفعين صوتك ونتحدث بصوت واحد؟
.
.
يا الله ..ماهذه الفوضى؟
أما زلت أحب الكتابة عنه؟ والتفكير فيه ؟ والعيش على وقع خطواته في القلب؟
أمازال  يصيبني الإرتباك من موضوع كهذا بعد كل عمري؟
وهل للعمر علاقة بالحب؟
هل قلت "الحب" ؟! هكذا علانية بكل جرأة ودون مواربة!


منذ عدة أسابيع وأنا أراك تغرقين في خيالك..وتنظرين إلى أشياء لا نراها..
تصمتين كثيراً ..تتورد وجنتاك كثيراً..وتختلين بهاتفك في غرفتك كثيراً..
أراقبك، أحاول أن أكتشف شيئاً ..أن أقبض أثراً..أن أثبت تهمة..
لكن لا شيء إلا رائحة ياسمين لطيفة أعرفها جيداً تسبقك..
ماذا أفعل إذن؟
هل أتركك لذلك اللص الشقي يعيث في قلبك فوضى حتى تكتشفين ذات فقد أن لص الحب قد سرقك وهرب فتتعلمين درساً من خيبة حبك الأول؟
هل أحميك من زائر مفترس قد يلوي عنق قلبك ويضعك في مصاف النساء بحجة أن الأمهات في مجتمعنا الشرقي العربي يرفضن كل ألوان القلوب وأشكال السهام التي تقطر عشقاً وتبعثر حروف الأسماء ؟
هل أمنحك مساحة لأن تذوقي ثمار التوت..وتسمعي غناء العصافير..وتعبئي الفجر في قوارير..وتشعري أن الدنيا لها أكثر من أربعة جهات وبوصلة؟
 قلت لك قبلاً أنه لا قِبل لنا على التحكم بمشاعرنا ، لكن بوسعنا أن نتحكم بردود أفعالنا تجاه تلك المشاعر؟
هل أكسر الطوق أو ربما أحكمه وألقي على مسامعك محاضرة طويلة مملة ، حتى أتأكد من ردود الأفعال تلك وما إذا كانت لائقة؟
أم أمنحك الثقة وأضعك أمام امتحانك الأول واضعة يدي على قلبي راجية من الله أن يحميك ويحفظك ويلهمك في اختبارك الأول وأنا أعلم أن رد فعلك قد يكون على شكل أجنحة تتلبسك وتحلق بك بعيداً؟!.
.
مرتبكة أنا أكثر منك..
لأني أعرف جيداً أنك لست صغيرة على الحب..
وأنني ..لست كبيرة عليه أيضاً..!
وأن ما بينهما طارق قلب أعمى لا يختار أبوابه جيداً..
لأنني أعلم أنه إن كانت قصصك سرية كفتاة في بيت أهلها، فقصصي القديمة مختومة بالشمع الأحمر كأم فتحت الباب لزائر القلب ذات يوم بعيد فقطفت النجوم وشربت المساء ورقصت مع أمنيات الفجر...
لأنني أدرك أنني لو أحكمت الحصار من جهة فهناك ألف جهة أخرى وطريقة..وأنني لو أغلقت باباً بالمزلاج فهناك عشرات النوافذ بستائر شفافة مغرية تتراقص مع هبات نسيم القلب..وأنني لو أخفيت القمر فهناك مئة نجمة تتوهج وتضيء سماوات الحب البهية.. 
.
.
رنة ماسج على جوالك..
 أيقظتني أنا من خيالاتي.. وساقتك أنت متوّردة إلى حجرتك..!!!!




صوت ورود رسالة على هاتفي الجوال...
أقرأها..
أرتبك..
أقرأها مرة ثانية..
أبتسم..
أقرأها مرة ثالثة..
أفكر..
أقرأها مرة رابعة..
أخاف..
..
..
كيف يمكن لكلمات ..عدة كلمات مكتوبة ..أن تعيث في قلبي كل هذه الفوضى؟
هل ما أشعر به حقيقي؟
هل ما يشعر به حقيقي؟
يا ربي..أين الخطوط الفاصلة بين الحقيقة والخيال؟..بين الصدق والكذب؟ بين ما يحدث حقاً وبين ما ينبغي أن يحدث؟
أمي...
أود لو أحكي لك كل شيء..
أود لو أعيرك أجنحتي للحظات كي تحلقي في سمائي..
أود لو أبوح لك باسمه ..كيف عرفته..وأين وصلنا..
أود لو أخبرك..لو أسألك..لو أقص عليك ..
لكني لا أستطيع..!
كل سناريوهات القصص العربية تجعل من هذه الحكاية حكاية سرية خلف الأبواب المغلقة..فهل سأنتهك أنا هذا الستر المقدس؟
لن أفعل..ولن أحتاج أن أحكي لك..ولن أبحث في عينيك عن أية إجابات لأسئلة غارقة..
سأبحث في عينيه هو..
هو...
كيف جاء..ومن أين ظهر..ولمَ أشعر أنني أعرفه منذ زمن بعيد؟
ذلك الذي عرّفني على جانب آخر كان مظلماً من الدنيا ومن القلب ومني..
ذلك الذي معه صرت أشعر أنني امرأة حتى عندما أجلس بجوارك أو أكون معك في ذات الغرفة.. 
ذلك الذي ما إن عرفته حتى  صرت أجمل وأكبر ،،أنضج وأعمق..
هل ثمة تعارض بين أن أكون ابنة وامرأة؟
هل ثمة تعارض  بين أن تكوني أماً وامرأة؟
هل سبق أن وقعت في الحب يا أمي؟
هل تسأل البنات أمهاتهن هذا السؤال؟
هيا ..احكي لي قصتك..كيف بدأت، وكيف سارت . وإلى أين أخذتك..
كيف تعرفتما وتحادثتما ..وماذا قالت عيونكما !
نتحدث أنا وصديقاتي عن قصص حب كثيرة، لم يخطر على بال إحدانا أن تحكي قصة أمها..
ببساطة لأنه ليس للأمهات قصص حب.. وإن وجدت فهن لا يحكينها..
تماماً مثل قصتي هذه..
أتظنين أنني سأسردها على ابنتي؟
ثم أطلب منها أن تنتبه من كل الرجال ..وأن تغمض عينيها عن الحب..وأن تغلق أذنيها عن كل ما يخطو بها إلى عالم النساء.. !
صدقيني يا أمي ..أنا مرتبكة..
مرتبكة لأنني أحبه..
ومرتبكة أكثر من كل ما يحيط بهذا الحب..
ماذا أفعل بالشوق إذا داهمني؟
وماذا أفعل به "هو" إذا أحاطني وغمرني..
فإن كان يفهمني..وصار يعرفني..
كيف لي أن لا أخرب كل شيء بفعل أحمق..
أليس الحب كله فعلاً أحمقاً يا أمي؟
..
..
"أنا أيضاً اشتقتك..!"
لحظة..كنت أكتب رسالة جوال..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق